كيف تصنع الشللية نجومًا وتسقط آخرين في الوسط الثقافي؟
مقدمة
في السنوات الأخيرة، بدأنا نسمع لفظ "الشللية" كثيرًا في الوسط الأدبي والثقافي. قد يبدو اللفظ جديدًا للبعض، لكنه في الحقيقة امتداد لكلمة "الشلة" التي عرفناها في المدرسة والجامعة. الشللية موجودة منذ قديم الأزل بين الأصدقاء، وزملاء العمل، وحتى بين الكُتّاب والمثقفين. لكنها، مثل أي ظاهرة اجتماعية، تحمل وجهين: إيجابي وسلبي.
---
الشللية الإيجابية
للشللية جانب إيجابي، فهي قد تدفعك لاكتشاف كُتّاب وأفكار جديدة. على سبيل المثال، الكاتب أنيس منصور كان من المعجبين بمقالات العقاد، وكان يحرص على قراءتها دائمًا. هذا الإعجاب خلق رابطًا فكريًا بين الكاتب والقارئ.
شخصيًا، تابعت صفحة على فيسبوك لكاتبة مبتدئة تهتم بالتاريخ، وكانت كثيرًا ما تشيد بكتابات وليد فكري. دفعتني توصياتها لقراءة بعض أعماله، مثل أساطير مقدسة ودم المماليك، فأعجبت ببعضها واختلفت مع البعض الآخر. هذه هي الشللية الإيجابية، حيث يدفعك الإعجاب بآراء الآخرين لتوسيع آفاقك.
---
الشللية السلبية
لكن الأمر لا يخلو من السلبية. في بعض المجموعات الأدبية، قد تتحول الشللية إلى عصبية، فتُهمَّش آراء بعض الأعضاء أو تُؤخر منشوراتهم، حتى لو كانت ملتزمة بالقوانين.
أتذكر أنني كتبت مرةً نصًا بعنوان "أنا درويش النفس" إهداءً لكل كاتب، لكن البعض فهمه خطأ، وتحوّل الأمر إلى مادة للسخرية داخل المجموعة، مع تعليقات جارحة وإشارات إعجاب ساخرة. هذه الممارسات تدمر الروح الإبداعية وتخلق بيئة غير صحية.
---
الشللية والألقاب
من الإيجابي أن تدعم كاتبًا تعجبك أفكاره، لكن من الخطأ أن تصل الأمور إلى تقديس الأشخاص أو وصفهم بألقاب مبالغ فيها. كلنا بشر، والخطأ وارد.
كما أن رفض بعض المصطلحات لمجرد عدم فهمها، مثل "الإلحاد الفكري"، يعكس جهلًا بالمعاني الحقيقية للمفاهيم، رغم أن البحث البسيط قد يوضح الأمر.
---
الخاتمة
الشللية ستظل موجودة في كل مجالات الحياة: في العمل، المدرسة، الجامعة، وحتى بين الكُتّاب. لكن عليك أن تدير علاقتك بها بوعي. لا تدع العاطفة تسيطر على حكمك، وحافظ على قدرتك على النقد والتفكير المستقل. وإذا وجدت نفسك غريبًا وسط شلة ما، ابتعد بهدوء. فالإبداع يحتاج إلى بيئة حرة، لا إلى دوائر .
%20(1).png)
تعليقات
إرسال تعليق