القائمة الرئيسية

الصفحات

هربرت جورج ويلز: الكاتب الذي حذّر من مستقبل مرعب للتقدم التكنولوجي

تعرف على رؤية هربرت جورج ويلز لمستقبل البشرية، وكيف حوّل الخيال العلمي إلى تحذير من مخاطر التقدم التكنولوجي والانحدار الإنساني.

مقدمة

في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، شهد العالم انفجارًا تكنولوجيًا غير مسبوق غيّر ملامح الحياة وفتح آفاقًا جديدة للمستقبل. وسط هذا الحماس، برز الكاتب البريطاني هربرت جورج ويلز، أحد رواد الخيال العلمي، ليحذر من أن التقدم الذي نحتفل به اليوم قد يكون مصدر خطر غدًا.


---

الماضي بداية... وليس النهاية

في إحدى محاضراته الشهيرة، قال ويلز:

 "الماضي كله ليس سوى البداية، وكل ما أنجزه العقل البشري ليس إلا الحلم الذي يسبق اليقظة."



هذه العبارة لم تكن مجرد جملة فلسفية، بل تمهيدًا لرؤيته المقلقة عن المستقبل، حيث توقّع أوبئة وكوارث طبيعية، لكنه شدد على أن أكبر تهديد للبشرية قد يكون من الإنسان نفسه.


---

الأغنياء بالجينات: بداية طبقية بيولوجية؟

تخيل ويلز مستقبلًا يولد فيه أطفال مميزون جينيًا، يُعرفون بـ"الأغنياء بالجينات". هؤلاء لا يتميزون بالثروة أو الحظ، بل بقدرات خارقة نتيجة تدخلات علمية في جيناتهم منذ الصغر.
فهل هي طفرة علمية، أم بداية لانقسام طبقي جديد أكثر خطورة؟


---

آلة الزمن: رحلة إلى مستقبل منقسم

في روايته الشهيرة "آلة الزمن"، يأخذنا ويلز إلى عالم مقسوم بين:

الإيلوي: بشر بملامح ملائكية يعيشون بسذاجة على سطح الأرض.

المورلوك: كائنات متوحشة تحت الأرض تفترس الإيلوي ليلًا.


هذه الصورة لم تكن مجرد خيال، بل نقد اجتماعي يطرح سؤالًا مخيفًا:
ماذا لو أصبح الإنسان فريسة لما صنعه بنفسه؟


---

حرب العوالم: عندما يأتي الخطر من السماء

في "حرب العوالم"، تصل كائنات فضائية من المريخ، مزودة بأسلحة متطورة، لتدمير كل ما يقف في طريقها.
ورغم أن هذه المخلوقات تبدو وحوشًا خيالية، فإنها ترمز إلى الخوف من الآخر، ومن التقدم غير المفهوم، ومن القوة التي لا يمكن مواجهتها.


---

التهديد المزدوج: من الداخل والخارج

حسب رؤية ويلز، الخطر يواجه البشرية من جهتين:

1. الخارجي: غزو فضائي أو قوة مجهولة كما في "حرب العوالم".


2. الداخلي: انحدار الإنسان وتحوله إلى كائن متوحش كما في "المورلوك".



وكأن رسالته تقول: العدو ليس فقط من يأتي من بعيد، بل ما نصبح عليه نحن عندما نفقد إنسانيتنا.


---

أسئلة بلا إجابات حاسمة

ما يجعل أعمال ويلز خالدة هو الأسئلة التي يتركها للقارئ:

هل نحن فعلاً نتحكم في ما نبتكره؟

متى يصبح التقدّم عبئًا بدل نعمة؟

وهل يمكن أن نفقد مكانتنا في هذا الكون؟



---

خاتمة

لم يكن هربرت جورج ويلز مجرد كاتب خيال علمي، بل رسول تحذير من مستقبل قد نصنعه بأيدينا. شخصياته مثل الإيلوي، المورلوك، والمخلوقات الفضائية ليست فقط فانتازيا، بل مرايا نرى فيها ما قد يحدث إذا لم نُراجع مسارنا.







تعليقات

التنقل السريع