مقدمة
المال نعمة كبيرة، لكنه في أيدي بعض الأشخاص يتحول إلى أداة استغلال وظلم. هنا يظهر "الشحتوت ابن المنحوت"، رمز لكل من يستغل المرأة أو الطفل أو المريض من أجل حفنة من المال أو من أجل نزوات شخصية.
هذه الشخصية ليست مجرد خيال، بل واقع نراه في الشوارع، ونلمسه في الحياة اليومية، وحتى في السينما المصرية التي جسدت هذا النموذج في أكثر من عمل فني.
---
ما هو الهدف الذي يجعل الشحتوت ابن المنحوت مستغلًا؟
الشحتوت ابن المنحوت هو الشخص الذي يستغل براءة الأطفال وضعف النساء للحصول على المال بطرق غير مشروعة. قد يدفع زوجته للتسول وهي تحمل طفلها، أو يوجه الأطفال إلى العمل في الشوارع بدل التعليم، أو حتى يستغل المرضى والعجزة لتحقيق مكاسب شخصية.
المؤلم أن المجتمع أحيانًا يشارك في هذه الجريمة من حيث لا يدري، حين يمنح المال أو الطعام للضحية، وهو بذلك يغذي دائرة الاستغلال.
---
الشحتوت في السينما المصرية
السينما المصرية وثّقت شخصية الشحتوت ابن المنحوت في العديد من الأفلام:
فيلم "الراقصة والطبال": الفنان عادل أدهم جسّد شخصية الشحتوت باحتراف، بينما شاركته نبيلة السيد ونبيلة عبيد في تقديم أبعاد الاستغلال الممزوجة بالطمع وحب الشهرة.
فيلم "الحرامي والعبيط": خالد الصاوي أبدع في دور الحرامي الذي استغل شخصية العبيط، التي جسدها خالد صالح، لسرقة قرنيته واستبدالها بعينه التالفة.
فيلم "الشيطانية التي أحبتني": الفنان محمد صبحي، مع لبلبة ويوسف داود، قدموا مثالًا على الأب الذي يستغل ابنته في السرقة.
"عصابة حمادة وتوتو": عادل إمام ولبلبة قدما نموذج الزوجين اللذين يستغل أحدهما الآخر في أعمال غير مشروعة.
"العفاريت": نعيمة الصغير لعبت دور زعيمة عصابة تجمع الأطفال للتسول واستغلالهم.
"نحن لا نزرع الشوك": صلاح ذو الفقار جسّد شخصية الرجل الذي يستغل النساء في الخدمة، مع أدوار بارزة لفتحية حمدي وثريا عز الدين، وسميحة توفيق كزوجة أب قاسية.
هذه الأعمال الفنية لم تكن مجرد ترفيه، بل رسائل تحذيرية عن خطر هذه الشخصيات على المجتمع.
---
تجربة شخصية تكشف الحقيقة
ذات يوم، في محطة الرمل، رأيت امرأة بائعة مناديل ترتدي ملابس مهترئة، فأعطيتها بعض المال. لاحقًا، شاهدتها تسلّم ما جمعته لشاب يرتدي ملابس أنيقة، كان بوضوح هو الشحتوت ابن المنحوت الذي يستغلها. هذه الحادثة الصغيرة تلخص مأساة حقيقية: الاستغلال قد يختبئ خلف ابتسامة أو مظهر بريء.
---
الشحتوت في الأسرة والمجتمع
الأخطر أن الشحتوت ابن المنحوت قد يكون من داخل الأسرة نفسها:
زوج يستغل زوجته في التسول.
أب يرسل أبناءه للشوارع بدلاً من المدارس.
قريب ينهب مال المريض أو العاجز.
هذه الممارسات تدمر الروابط الإنسانية وتحوّل العلاقات الأسرية إلى علاقات مصلحية بحتة.
---
الخاتمة
الشحتوت ابن المنحوت ليس مجرد شخصية في فيلم أو رواية، بل رمز واقعي للاستغلال بأبشع صوره.
محاربته تبدأ بالوعي، بعدم تمويله أو دعمه بطريقة غير مباشرة، وبالعمل على تمكين النساء والأطفال، وحمايتهم من براثن الطمع والجشع.
المال في النهاية وسيلة للعيش، لكنه لا يبرر أبدًا سحق إنسانية الآخرين.
تم
ردحذفذلك واقع موجود في كل دولة و بلد و منطقة ، الكسل ادى بالبعض الى الشحت والتسول ، و ايضا الطمع في كسب المال بسرعة و باقل جهد و استغلال عواطف الاخرين و احيانا اجبارهم على منحهم المال و الا لن يتركهم في سبيلهم .
ردحذففعلا
حذفتابعت ذلك المسلسل ولازلت متأثرة به تحسنين إنتقاء المواضيع كل التوفيق مبدعة
ردحذف